متى ( الفصل 5 – 1): 

الموعظة على الجبـل


وَإِذْ رَأَى جُمُوعَ النَّاسِ، صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَمَا إِنْ جَلَسَ، حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَيْهِ تَلامِيذُهُ. 2  فَتَكَلَّمَ وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ. فَقَالَ:

3 طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4  طُوبَى لِلْحَزَانَى، فَإِنَّهُمْ سَيُعَزَّوْنَ. 5  طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرِثُونَ الأَرْضَ.  6 طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، فَإِنَّهُمْ سَيُشْبَعُونَ. 7  طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، فَإِنَّهُمْ سَيُرْحَمُونَ. 8  طُوبَى لأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، فَإِنَّهُمْ سَيَرَوْنَ اللهَ . 9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ. 10 طُوبَى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11 طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَهَانَكُمُ النَّاسُ وَاضْطَهَدُوكُمْ، وَقَالُوا فِيكُمْ مِنْ أَجْلِي كُلَّ سُوءٍ كَاذِبِينَ. 12 اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، فَإِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ عَظِيمَةٌ. فَإِنَّهُمْ هَكَذَا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ!

 

موعظة الجبل هي من اجمل مواعظ السيد المسيح , ولها معانِِ سامية تُخالف ما تعود عليه الذهن البشري والكبرياء الفارغة لبني البشر, فنحنُ نرغب أن نعيشَ محترمين مترفين متنعمين متكبرين منتفخين كما يحلو لنا  ومن ثُـمَ نفوز بملكوت السماء أيضاََ وبدم السيد المسيح , وهذا كلهُ حسن وحسنُُ جداََ  إذا تم كما نحنُ نود ونرغب. إلا أن الحياة ليست بهذه السهولة والرومانتيكية فهناك الحزن والجوع والالم والحروب والاضطهادات والعوز والفاقة وهكذا.

 

معنى كلمة " طوبى " بالعربية هو " هـنـيـئـاََ "  فعنما تقول طوبى للمساكين تعني هنيئاََ للمساكين, هنيئاََ للجياع إلى كلمة الله , هنيئاََ للرحماء وهكذا. وبالعامية العراقية " هـنـيـيـالـه وهـنـيـيـالهـم "

فالله لا يحب المتعالين ولكنه يحب البسطاء والمساكين المتواضعين  فلمثلِ هولاء ملكوت السماء.

هنيئاََ للجياع والعطاش للبر أي لكلمة الله وكلمة الايمان لان الله يشبع هولاء ويفهمهم كلمتِـهِ ويضعها في عقولهم وقلوبهم فلا تفارقهم ابداََ .

 ومن رحم الناس يرحمه الله أيضاََ .

 من عمل من اجل أن تقف الحروب والخصامات والمهالك يكونُ عظيمـاََ عند الله ويدعوهُ لهُ إبنـا لأنَّـهُ هو إله ألسـلام والمحبـةََ.

ومن كان قلبه نقياََ وصافياََ يعاين الله ويرى ويفهم اعماله وكلماته.

ومن كان حزيناََ سيُعزى ومن أُضطهد من أجل كلمة الله ومن أجل المسيح ومن اجل إيمانه المسيحي في هذه الدنيا سيفوزُ بالاتية, وسيفوز بالحياة الابدية في ملكوت السماء.

فنحن يجب أن نفرح ونتعزى عندما نجابه الضيق والالم والاضطهاد من اجل الله وكلمتـهِ , فهذا في هذه الدنيا وقتي وسيزول ولكن سيُوؤل حياةِِ أبدية في ملكوت السماء.

ألمسيح يقول إِنَّ الـقـوة تـكـمِنُ في الضعـفِ , والعالم يقول إِنَّ القوة هي أن تكون قوياََ , ويكفي أَنْ نقول ونُذَكِـرْ " إِنَّ ألله بكلِ جبروتِـهِ وقوتـهِ قَـبِـلَ أن يكون ضعيفـاََ يضربهُ الناسُ ويشتمونَهُ ويهينوهُ ويصلبوهُ وهذا حسب تفكيرنـا البشري هو قمـةُ الضعـف , ولكن الله  أرانـا إِنَّ ذلك كان أقوى من القوة والكبرياء والالم والجبروت وأقوى من الموتِ ذاته , وبهِ  أي بهذا الضعف والتواضع أنقَـذَ البشرية جمعاء من أنيابِ إبليس وقواتِ الشَـرِ والظلام والموت الابدي.

 

عسى الله أن يُُـنـيرَ قلوبكم وعقولكم لتفوزوا بالحياة الابـدية وملكـوتِ إِبن ألإِنـسـانِ وإِبن الله.

10 / 09/ 2005 



"إرجع إلى ألبـدايـة"